بعد وفاتها.. “فرنسية” تكتب قصة جديدة في “عشق الأقصر”

6 سنوات، ليست بالكثيرة التي تجعل شخصًا يتشبث بمكان اعتاد على زيارته فقط لعدة مرات، لدرجة تجعله يصر على البقاء به حيًا أو ميتًا، ولكن سحر عاصمة السياحة العالمية صاحبة المكانة التاريخية والحضارية، جعل هذا واقعيًا، لتٌكتب لنا قصة جديدة في عشق الأقصر، بطلتها مواطنة فرنسية، قررت العيش والممات بالقرب من ملوك عاصمة مصر القديمة.
“كاترين أنطوان” مواطنة فرنسية تبلغ من العمر 80 عامًا، اعتادت على زيارة الأقصر، منذ ما يقرب من 10 أعوام، زيارة تلو الأخرى لمدة 6 سنوات، لتقرر بعدها الإقامة الدائمة في المحافظة بالبر الغربي، وتتعايش وسط أهالي قرية البعيرات، وظلت قرابة الأربعة أعوام كواحدة منهم.
ويقول أسامة عبد الغني، مرشد سياحي، أحد جيران المواطنة الفرنسية بمحل إقامتها في البعيرات، إن ” كاترين أنطوان”، بعد زياراتها العديدة للأقصر قررت الإقامة الدائمة بها لـ4 سنوات قبل وفاتها، لحبها وانجذابها للحضارة الفرعونية التي تذخر بها المحافظة الأثرية، بالإضافة إلى شعورها بالألفة بين المواطنين، وعيش الحياة الهادئة.
وأضاف، كانت تخرج “انطوان”، في الصباح الباكر لتتجول بين الأماكن الأثرية في البر الغربي، وزيارة معالم البر الشرقي الأثرية، لمرتين أسبوعيًا، للتمتع بالحضارة الفرعونية وجو الأقصر الممتع بطبيعته الساحرة، خلال الأربع أعوام الأخيرة التي قضتها بها كمقيمة دائمة، ودعوتها لأقاربها وأصدقائها لزيارة المحافظة.
وأوضح أنها كانت محبة لجيرانها، لما لاقته من معاملة طيبة منهم تجاهها، لافتًا إلى أنها كانت تتعامل مع الجميع، وتذهب للأسواق لشراء احتياجاتها، وكانت لا تتعامل معاملة الأجانب في الأسعار، حيث كانت تشتري طلباتها من المحال التجارية بالأسعار المقدمة للمواطنين المصريين، مما جعلها تشعر باستحسان تجاههم.
وتابع، بعد قضائها 4 سنوات وسط أهالي البر الغربي، أصابتها غيبوبة السكر الذي تعاني منه، داخل مسكنها، الخميس الماضي، الأمر الذي أدى إلى وفاتها، وفوجئنا بأنها أوصت بدفنها بالقرب من مقابر ملوك وملكات الفراعنة لعشقها التاريخ الفرعوني العظيم، لتكتب لنا قصة جديدة في عشق الأقصر.
ونفذت الجهات الرسمية بمحافظة الأقصر بالتعاون مع السفارة الفرنسية بمصر، وصية السائحة الفرنسية، بدفنها بالقرب من دير المحارب الشايب بمدينة القرنة، حيث شارك في تشييع جثمانها ماري كريستين القنصل الفخري الفرنسي بالأقصر، واللواء سعد البدري رئيس مجلس مدينة القرنة، وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية الفرنسية والبعثة الأثرية الفرنسية العاملة بالبر الغربي، وقيادات من سلطات المحافظة الأقصر، بجانب عدد من أعضاء الجالية الفرنسية وجيرانها.